وصف الكتاب:
هذه نتف من الشعارات التي نراها ونسمعها في كثير من الأحيان مطروحة على إنسان العالم الثالث في هذا الشرق العقيم. وربما كان أو يكون للإخوان في أميركا اللاتينية مثل هذه الشعارات تخفف عنهم، كما عنّا، مرارات الاستلاب والتسلط والحرمان تفرضها علينا، كما عليهم، أنظمة القهر والاستبداد. ونحن لا نحاول في هذا الكتاب الدخول في مناظرات أو مداخلات مع أصحاب المذاهب والمعتقدات، لا في شؤونها ولا في شجونها. إن البعض وهم الكثرة على ما يظهر من هؤلاء يعتقدون وهم أحرار فيما يعتقدون، إنها تعطيهم كل الأجوبة على كل الأسئلة وكل المشكلات المطروحة أو التي ستطرح في هذا العالم، قديمه وحديثه ومستقبله. إن ما نرمي إليه أن نحول، وقدر الإمكان، من أن تتحول هذه المفاهيم والمعتقدات إلى حالة مستنقع بكل جغرافيته البيئية وتفاعلاته الفكرية إلى تقوقع وعفونةٍ يمنع على العقل البشري من التفاعل والخلق مع وفي قضايا الحياة المتطورة والمتغيرة دون انقطاع، والباحثة دوماً وأبداً عن الحقائق ومسبباتها وحلولها، حيث أثبتت حقائق التاريخ البشري في صراعاته، الفلسفية ومماحكاته الفكرية، ومنازعاته الماورائية قصوره عن تطوير المجتمعات الإنسانية، حتى كان بروز منحى البحث العلمي بعد الثورة الصناعية في الغرب الأوروبي والأميركي في القرنين السادس عشر والسابع عشر وبروز التكنولوجيا الحديثة فيما بعد، والتي كانت السبيل الأصح والأسلم لإيجاد الأجوبة العلمية السليمة، لعدد من مشاكل الإنسان المعاصر في أبعادها الاقتصادية والصحية والصناعية والاجتماعية الخ.