وصف الكتاب:
تغيب مادة تاريخ الفن عن غالبية معاهد ومدارس وثانويات العالم العربيّ. وتحضر فقط في المعاهد والأكاديميات المتخصصة وإنْ بشكلٍ منقوص. من أين إذنْ ينبثق تقدير ومعرفة وذوق الجمهور العريض بأهمية آثاره الفنية التاريخية، بل بمنجزات معاصريه؟ دعونا من مزاعم الوسط الثقافيّ العريض بهذا الشأن، فهي في الغالب محض أفكار قيمة لا سوق لها كما تدلّ الشواهد و(سوق الفن المحليّ مثلاً). تحطيم السلفيين والإرهابيين للتماثيل استُقبل بتنديد وطنيّ، ليس لجهة أهميتها الجمالية الفائقة، ولكن لكونها وثيقة تاريخية في المقام الأول وموضع اعتزاز قوميّ، وهذا الأمر على أهميته يكشف عن سيادة الوعي بالفن بصفته (وثيقة) أكثر من كونه (إبداعاً) جمالياً. فئات عريضة في منطقة الجزيرة العربية لم تهتم بهذا الجانب ولا بذاك، لأنها لا تعرف ببساطة تاريخ الفن, لأنها لُقّنت دروساً زائفة عن (بُهرج) الفن، ومفاهيم خاطئةً عن فنون الإسلام. "ولحسن الحظ، حظنا نحن، أن علماء الغرب وتجاره قاموا بنقل ونهب آثار من أرض النيل، وبلاد الرافدين، وقلاع اليمن، وغيرها، وهي اليوم محفوظة في متاحف فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وغيرها".