وصف الكتاب:
فهذا الكتاب هو الأول من حيث تطرّقه لموضوع التسويق السياسي من منظور شمولي؛ حيث اقتصرت الكتب و الأدبيات السابقة إلى موضوع التسويق السياسي من منظور التسويق الانتخابي والحزبي والذي ينتهي بوصول الحزب أو المرشح إلى السلطة، بينما يطرح الكاتب في هذا الكتاب التسويق السياسي على أنه عمليات وأنشطة مستمرة قبل وأثناء وبعد طرح المنتج السياسي والذي بدوره أكبر وأشمل من مرشح حزب أو رئاسة أو برنامج انتخابي، بالمنتج السياسي قد يكون فكرة وقد يكون حرب أو حتى عقيدة، كما ويدمج الكتاب الممارسات التجارية والسياسية والعسكري وحتى أنشطة الحرب النفسية التي بمجموعها- أي الممارسات- تشكل المزيج التسويقي السياسي، كما تطرّق الكتاب أيضاً إلى التسويق العصبي واستخدامات علم الأعصاب في تصميم الرسائل ونظام الاتصال. ومنذ ظهور اللغة والحرف والإنسان يستخدمها لإقناع الطرف الآخر بآرائه وأفكاره ومبادئه، وبظهور الدول والإمبراطوريات بدأ استخدام الوسائل المختلفة لإقناع رعاياها بالسياسات التي تنتهجها أو لتمجيد قادتها (هو التسويق السياسي بأبسط صوره) فاستخدمت الرسومات والتماثيل لهذا الغرض، فقد سخّر (أوغوسطوس) قيصر روما الفن والرسم لهدف توحيد الرأي العام الروماني، ولترويج أنماط حكمه وسياسات إدارته للإمبراطورية الرومانية، كذلك قام القيصر (تراجان) وباستخدام المسلات كوسيلة دعائية، حيث هدفت المنحوتات على المسلات إلى الترويج لسياسات (تراجان) التوسعية بالوقت الذي كان هناك معارضة لهذه السياسات بسبب الأزمة المالية التي كانت تمر بها الإمبراطورية.