وصف الكتاب:
يقوم الكتاب على فكرة الخطاب الفلسفي (جسد مجتاز). وقد بدأت الدراسة لإثبات هذه الفرضية بتعريف مفهومها للجسد المجتاز، واستعراض مصادرها في تكوينه، ومراجعها في تدعيمه. ثم اتخذت من خطاب إخوان الصفاء الفلسفي(القرن الرابع الهجري) نموذجاً، تدلل من خلاله على صحة فرضيتها أو على الأقل وجه من صحتها. يقوم مفهوم (الجسد المجتاز) على فكرة أن الإنسان لا يمكنه أن يُفكّر من دون الاستعانة بخبرات جسده الحسيّة، فهو يعرف العالم من خلال جسده، ويبني تصوراته لما في العالم من خلاله أيضاً. وهو قادر على أن يجعل من هذه المعرفة الجسدية الحسية خطاباً، يُعبّر فيه عن ذاته ورؤيته. فالإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يتجاوز بجسده، لا أن يتجاوز جسدَه، أي أن يَعْبُر من خلال جسده عوالم مرئية وغير مرئية، يصوغها في شكل خطابات تحكي تجاربه الوجودية. (الجسد المجتاز) هو، إذن، استخدام جسد الإنسان ومقتضياته مجازاً لصياغة حقائق إلهية وكونية وفلسفية وصوفية.