وصف الكتاب:
أما كتاب «الغيث العتيق» فهو كتاب تاريخي توثيقي يرصد الحالات الجوية الماطرة على عمان إضافة للإمارات واليمن من 742م إلى 1979م. الكتاب مُكوّن من معجم للمصطلحات المحلية المتعلّقة بالطقس والمناخ ويحتوي على خمسة فصول لأحداث المطر وتفاصيلها التاريخية في 190 صفحة، بالإضافة إلى مُلحقين لصور الأمطار، وأقدم أرشيف متعلّق بالمطر في هذا الكتاب هو ليونيو 742م وآخر حدث لنوفمبر 1977م. ومقصد الباحث من تحديد الفترة الأرشيفية لما قبل عام 1980م هو لأنّ منذ هذا التاريخ باتت المعلومات والبيانات مُضاعفة وتحتاج لتمحيص وتلخيص أكثر وجهد أكبر وقد تأخذ الكثير من الصفحات، لذا يتعين أنْ يخصص لها كتاب آخر يشتمل على أحداث الأمطار للفترة بين 1980 إلى 1999م. يرى المؤلف في مقدمته أن الجانب المناخي لم يلقَ اهتماماً واضحاً فيما مضى، وبالتالي فإن هذا العمل يعد الأول من نوعه في السلطنة، إذ إنّه يسرد ما خطّه الأولون من الأجداد والكُتّاب العمانيون وما شاهدوه من تغيّر وتقلب في الطقس والمناخ فدوّنوا بعضاً من هذه الأحداث بالإضافة إلى ما سردهُ الرّحالةُ الأجانب الذين طافوا عمان شمالها وجنوبها خلال القرون الماضية المتلاحقة لتكون رافداً مهمّا لهذا العمل، وكذلك ما خطّتهُ الكتب السياسيّة عبر صفحاتها وما سجّلته الحكومات التي كان لها وجود تجاري وسياسي وثقافي في عمان مثل بلاد فارس والدول العربية وأيضاً الدول الأوروبية ولا ننسى الهند وما حولها إذْ إن جميع هذه الكيانات كانت تدوّن بين صفحات كُتُبها ووثائقها أحداثاً متعلّقة بالطقس والمناخ. استعان الباحث في هذا الكتاب ببعض الخرائط للاستدلال ولتدعيم الشواهد من خلال إظهار توزيع الهطول المطري في السلطنة للتواريخ المحددة بالإضافة إلى خرائط مسارات الحالات المدارية كالأعاصير لتوضّح صحّة ما وصل بين أيدينا من تدوينات، وبالاستعانة بالكثير من الصور الشاهدة على فترات خصبة طالت عمان رغم ندرة صور الأمطار لكن الباحث تمكن من الحصول على عدد منها لتُضفي على الكتاب جمالاً آخر.