وصف الكتاب:
نبذة الناشر: إن علاقات إيران بلبنان خلال العصر الحديث، ترجع في جذورها كما أوضحت الدراسة التي بين أيدينا، إلى علاقات الملوك الصوفيين بعلماء الدين في جبل عامل بلبنان منذ النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، وهي العلاقات التي أصبحت قاعدة لروابط بين البلدين اتسعت ألوان طيفها بمرور الزمن لتشمل جوانب سياسية وإقتصادية وثقافية. وقد بينت على تلك القاعة العلاقات المعاصرة بين إيران ولبنان خلال الحقبة (1953- 1979)، التي كانت تمثل حقبة مفصلية حساسة في التاريخ المعاصر، بدأت يعيد إستقلال لبنان، وعقد أول معاهدة صداقة وتعاون بين إيران ولبنان في سنة 1953، وزامنت تنامي سياسة الإستقطابات الدولية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية، وقد اضطلعت الدراسة العلمية التي ضمتها دفتا هذا الكتاب بتناول العلاقات بين البلدين خلال تلك الحقبة في إطار عام تألف من أربعة فصول، وخصص المؤلف الجزء الأكبر من دراسته للجوانب السياسية والدبلوماسية، ذلك أن هذه الجوانب اتسمت آنذاك بأهمية بالغة في الشأنين الإيراني واللبناني، والشأن الدولي معاً، فعالجها ضمن منظور لا يغفل صراعات القطبين العالميين اللذين أفرزتهما الحرب العلامية الثانية، وما تمخض عن تلك الصراعات من أحلاف ومعاهدات، وأثر ذلك كله في الساحتين الإقليمية والعربية، فضلاً عن تفاعلات الأوضاع السياسية الداخلية في كل من إيران ولبنان. وتناولت الدراسة في فصلها الأخير الجوانب الإقتصادية والثقافية في العلاقات الإيرانية اللبنانية، لما لهذه الجوانب من تداخل مع الجانب السياسي، وما لها من أثر كاملي لمجمل علاقات البلدين الثنائية. على أن المؤلف في دراسته لهذه الجوانب مجتمعة، استند إلى دعامتين أساسيتين قويمتين لا يستقيم العمل العلمي التاريخي إلا بهما، هما المصادر الأصيلة وفي مقدمتها الوثائق غير المنشورة التي اعتمد عليها، وتحليلاته الموضوعية لمعطيات هذه المصادر لإستنباط (الحقائق) التاريخية منها، الأمر الذي يتحقق معه إلى حد كبير ما سبق أن ذكرناه من إمكانية فهم أفضل لطبيعة العلاقات القائمة الآن بين البلدين، بكل تقاطعاتها ونقاط التقائها في داخل لبنان وإيران معاً، ومن إدراك أعمق لأبعادها الدولية والإقليمية والعربية، وبما يتيحه ذلك كله من إستشراف لمستقبل العلاقات الإيرانية اللبنانية، يبدو معه هذا المستقبل، في تقديرنا، سائراً في إطاره العام، نحو تعزيز هذه العلاقات وتنميتها.