وصف الكتاب:
ن المساواة التي أضحت اليوم حقيقة تعبر عنها الدساتير في معظم بلدان العالم، ليست وليدة الصدفة بل لقد قامت من اجلها الثورات واصطدمت حولها الصراعات بين الذين يتمسكون بكونهم سادة لهم النصيب الغالب في الحياة، وبين الذين غُلبوا على أمرهم. لذلك فإن المساواة أصبحت الأمل الذي يتعلق به كل الذين ظُلموا في الحياة للخروج به من دياجيرالظلم، والصخرة التي تتحطم عليها كل قيود الحرية وعدم المساواة في كل المجتمعات البشرية المتقدم منها وغير المتقدم، الغني منها والفقير. والحقيقة ان الحركات الثورية التي قامت نادت بالحرية سواء في العصور القديمة أو الحديثة، إنما كان مصدرها الأساسي وغايتها النهائية هو تحقيق المساواة بين ابناء المجتمع الواحد، اذ لايمكن بأي حال الفصل بين الحرية والمساواة، ولا يمكن ان توجد حرية قبل ان تتحقق المساواة، فالواقع ان الإنسان لا يعتبر نفسه حراً إلا اذا كانت السلطة الحاكمة تعامله بذات القدر من المساواة التي تعامل بها غيره من افراد مجتمعه، وعلى ذلك فإن مبدأ المساواة يعد حجر الزاوية في كل تنظيم ديمقراطي للحقوق والحريات العامة وهو من الديمقراطية بمثابة الروح من الجسد، وبغيره ينتفي معنى الديمقراطية وينهار كل مدلول للحرية.