وصف الكتاب:
يتناول الكاتب هذا الكتاب شعر الجواهري لم يقصر اهتمامه فقط على الناحية التأثيرية أو الانطباعية، أو تذوق العنصر الوجداني الخالص، ولكنه عني كذلك بالجوانب الموضوعية التطبيقية، حين ربط شعره بأحداث التاريخ فالجواهري شاهد على التاريخ، وشعره يمثل تاريخ العراق الحديث منذ بداية تأسيسه، بحيث أصبحت كل قضية تؤرخ لحدث واقعي معين من تاريخ الشعب العراقي. يتميز هذا الكتاب أن المؤلف خرج في تأليفه عن الطرق التقليدية المتبعة في كتابة الدراسات الأدبية والسير الذاتية التي اعتادت أن تتبع منهجاً معيناً من مناهج البحث العلمي، أو تلزم نفسها بنظرية مدرسة معينة إزاء كتابة حياة المشاهير أو سير أبطال التاريخ ويتميز شعره بأنه ينصف الجواهري من زمنه وناسه، ويضع الحقائق واضحة أمام القارئ، بموضوعية تزيل كثيراً من الشوائب والملابسات التي حاول حساد الشاعر وأعداؤه أن يلصقوها به. فقد ظلم الجواهري كثيراً من قبل الساسة والحكام، وأصابه الحيف والغبن من شتى العهود والحكومات، بسبب مواقفه الجريئة المشرفة، ووقوفه إلى جانب شعبه في كل معاركه النضالية. فهذا الكتاب ينصف الجواهري من خلال الحقائق الموضوعية التي طرحها بدقة وعناية. لقد كتب هذا الكتاب السوسيوثقافي بأسلوب مشوق ولغة شفافة، مع تحليل عميق للأحداث والشخصيات التي عاصر المؤلف بعضاً منها معايشة أو متابعة، مما يعطي القارئ متعة جمالية فريدة إلى جانب غزارة المعلومات التاريخية والأدبية. عرف الدكتور شعبان بدراساته الأدبية والفكرية وبحوثه الثقافية ذات النزعة التجديدية والإنسانية، فهو باحث أكاديمي متخصص، وحقوقي بارز تميز بآرائه النقدية الجادة التي ظهرت في العديد من مؤلفاته المنشورة.