وصف الكتاب:
بعد أن تقدم بي العمر وأنا - الآن - قد تجاوزت الثالثة والثمانين من عمري، لم أجد بُداً من الإستجابة لمناشدات ومطالبات شقيقي الأكبر رفعة، وعدد آخر من الأصدقاء الذين وصلت مطالباتهم حد الإلحاح بضرورة كتابة مذكراتي التي لم تخطر ببالي يوماً كتابتها وتدوينها. كنت أتضايق من تلك المطالبات في كثير من الأحيان، وكان مردّها يعود لكوني ولجت طريقاً شائكاً وصعباً في العراق أغلب سني عمري، وهو العمل السياسي المعارض في أغلب سنوات نشاطي في هذا المضمار، سائِراً من خلاله على خطى الوطنيين الأحرار الذين كرّسوا جُلّ حياتهم في العمل السياسي المعارض، (الوطني والديمقراطي)، في ظروف كانت في الغالب يسودها القمع والإضطهاد والتهجير، ولربما كانت تؤدي حتى إلى الموت، كما حدث للعديد ممن ساروا بهذا الدرب بإرادتهم، حيث كنت من ضمن هؤلاء الذين اختاروا السير في ذلك الطريق الذي اخترته بقناعة تامة لا يشوبها ندم أو تردد.