وصف الكتاب:
هذا الكتاب يسلط الباحث محمد البويسفي الضوء على تصور الإمام ابن عاشور لعلم التفسير، من خلال دراسة مقدماته العشر النفيسة التي صدّر بها كتابه التحرير والتنوير، وعلى المنحى التجديدي الذي سلكه في هذا الكتاب، وإبراز معالم علم أصول التفسير عنده رحمه الله تعالى، كما ينكب على رصد طرق استثمار الشيخ الطاهر ابن عاشور للقواعد الأصولية اللغوية (التي ترسم الحدود) في تفسيره من خلال دراسة تطبيقية شملت السور السبع الأولى في ترتيب المصحف الشريف، والتي تضمنت أغلب الأحكام الفقهية، فيما يسمى عند الفقهاء بآيات الأحكام. لقد توفق الباحث من خلال الأمثلة الغزيرة التي تناولها في بسط صورة واضحة المعالم عن اقتدار الشيخ الطاهر بن عاشور وعلو كعبه في علم أصول الفقه وإلمامه الواسع بأدوات العربية وعلومها، فهو كما قيل جاء موسوعة في البلاغة وموسوعة في الأصول، والشيخ ابن عاشور في تفسيره مستقل الاجتهاد يورد الآراء ويقلبها ويرد منها ويرجح، وله أحكامه وآراؤه الخاصة التي لا تصدر إلا من عالم مقاصدي مجتهد كبير كما بين ذلك إسماعيل الحسني في دراسته عن نظريته في المقاصد عند الطاهر بن عاشور.