وصف الكتاب:
يتناول هذا الكتاب روح السعادة وبهجتها، وروح العبادة وبهجتها، وموجب تلقيها بأيدي القبول والإحسان، ومضاعفة الثواب بها في دار الجنان، والتسبب بها إلى ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، والانتساب بها إلى عالم الملكوت والملائكة الغرر، وتلقي الفيض من عالم الغيب والشهادة، وإيجاب القليل منها لعظيم الزيادة؛ إنما يتم بالإقبال بالقلب في أفعالها وحركاتها وسكناتها على الله تعالى، والتفكر في أسرارها، وتقلب النفس في حالاتها حسب اختلاف أوضاعها وأطوارها. يكتنفون غالباً في صلاتهم بإقامة الصورة، ويسعون في تكميل الصورة ولا يبالغون بفقدان المعنى والروح؛ فإن للصلاة صورة وروحاً في كل جزء من أجزائها وشرائطها، من طهارتها وتكبيرها إلى تسليمها وتعقيقها، من أفعالها وأذكارها وهيئاتها، ترى المصلين يتعلمون الصورة حتى أنهم يجتهدون في تصحيح أمر تقليدهم وتعلم صورة الصلاة، ويحتاطون في ذلك ويناقشون في علم المقلدين وورعهم، ويداقّون في تصحيح الرسائل ويناقشون في عباراتها، ويبالغون في تطهير الأعضاء. وأما تطهير الجوارح من المعاصي والقلب عن الأخلاق الرذيلة وعن النفاق وعن محبة الدنيا وعن الشغل بغير الله، فكأنه غير مأمور به. ضمن هذا الإطار تأتي مكاشفات المحدث الكبير الفيض الكاشاني التي من خلالها يبين آداب السالكين التي تكشف عن أسرار عبادات العارفين.