وصف الكتاب:
"الشعر ليس كلاماً صفّه رجل/إن لم يكن بمداد الفكر رواه". ولعل الشاعر هنا فيمسك بخيوط تجربته لينسج منها صوراً وعبارات تخترق الوجدان فتحفر فيه عميقاً. وماردينا غيض من فيض تجربة الشاعر التي عاش تفاصيلها بفكره ووجدانه متطلعاً إلى يوم لا محالة يستيقظ فيه المارد العربي ويزحف باتجاه الأقصى كما فعل من قبل لتحريره وتحرير فلسطين كلها إنه الزحف المنتظر. "قسماً بترابك يا أقصى -والآي إذا تتلى نصاً، ورفيع مقام القدس وما - بجلال القدر به خصا، أن سوف نجيئك أفواجاً - بصفوف قد رصت رصا". والشاعر تستوقفه مشاعره التي تثور بين الفنية والأخرى فعندما كانت يعبر البحر المحيط بين مدينة سبته في المغرب وجبل طارق الذي يتنصل شامخاً يذكر بعنفوان وكبرياء الأجداد، انتابته مشاعر وجدانية عميق حلقت به في سماء المجد الضائع. "يا بحر حدث وهات القول والخبرا -وأور أحاديث مجد ضاع واندثر، مالي أرى الموج لا يعلو كعادته/هل هاجه ذكر عزّ زال فانحسرا.