وصف الكتاب:
يشير الكاتب، في هذا الكتاب، إلى البيئة التي أنتجت جهاديين، نتيجة وضع الفقر والتهميش، كما يربط الأمر بمسار سياسي، يفرض توظيف هؤلاء، وهنا يبرز الفارق بين بيئة متخلفة ومهمشة وتكتيكات دول. فالمسألة ليست مسألة دين، بل هي سياسة، هكذا بالضبط. وهذا ما يجب أن يتوضح، ويريد الكاتب توضيحه هنا، بمعنى أن الظاهرة هي متعددة المستويات، ولا ترتبط بالدين، أو التدين فقط، فيها ما يتعلق بالبيئة التي تتسم بالتهميش والفقر، وما تنتجه من وعي مفوت، لكن فيها كذلك تداخلات سياسية واستراتيجية. فليس للبيئة التي يشار إليها مقدرة على فعل كبير، يوازي مقدرة دول، ويؤثر في مسارات استراتيجية. هذا التناقض بين ما يمكن أن تنتجه البيئة من قدرات محدودة، وبين القدرة الكبيرة التي تقوم بها هذه التنظيمات، هو ما يجب أن يحظى بكل اهتمام ؛ لأنه يسهم في تفسير الظاهرة، وفهم العناصر التي حولتها إلى قوة هائلة، كما يشيع الإعلام الغربي.