وصف الكتاب:
الفرق الكبير بين الحادثة بصورتها الواقعية والحادثة بصورتها اللغوية المسرودة، ففي الأولى يخضع الكاتب لمتطلبات الحياة، وفي الثانية يخضع لمتطلبات اللغة والفهم والتفسير، ومَن غير "فوَّاز طرابلسي" أقدر على وصف الحياة اللبنانية أثناء الحرب الأهلية، في كتابه (دم الأخوين) يروي فوَّاز طرابلسي جانباً سيرياً، عن العنف والعنف المضاد ليس في وطنه وحسب بل يمتد ليشمل أوطاناً أخرى، يكشف عن هوية خاصة للذات البشرية، بداية من النوع، والطبقة والعرق، واللغة، والفن وهذه الأشكال التي تندرج تحت كتابة الذات، والمذكرات واليوميات، جميعها نقرأ عنها نماذجاً في "دم الأخوين". لم تتطرق نصوص هذا الكتاب إلى أنماط العنف التي لا تحصل من السماء، بل على الأرض بإسم السماء، وعندها يصير القتل، قتل الأخ خصوصاً، واجباً دينياً إيمانياً. في طور التوحّش هذا، استُكمل إنتقال الإنسان من دور الضحية والأضحية إلى دور الضاري... أردت لهذه النصوص أن تكون صيحات مدوّية من أجل وقف القتال والقتال والحروب.