وصف الكتاب:
"لماذا أعبر عن انتمائي إليه؟ كيف أنتقل من فلسطينيتي إلى إسرائيليته؟ وهل سألتزم بأمانة الانتقال فلا أخلط بين نقيضين ولا أصير عدواً لي؟ يحدث أن عبوري إلى يهوديته في إسرائيل، لا يتناسب مع مواسم الدم الفلسطيني والانكسار العربي والضياع الثقافي وغلبة الفوضى واشتداد الظلامية القاسية.. يحدث أنني أجازف في الانتقال إلى العدو، وفلسطين بين يديه تموت كل يوم مراراً، وتنهض ضده وحيدة، وحيدة، وحيدة. يحدث أنني ذاهب إلى أن أكون يهودياً.ومن ناحية ثانية لم يكن متوقعاً أن يرمي يرمياهو يوفل، الشخصية الفكرية المرموقة في إسرائيل، رحى اليأس في معركة مصيرية لليهود، ولكنه فعل، فلدى قراءة نصري الصايغ رأى أنه لا بد من الانتقال إلى الضفة الأخرى، وهكذا فعل؛ لأن اليهودي، الذي يقرأ كامو على وقع الانتفاضة، يعيش حالة حصار وجودي. فأراد الصايغ أن يكون ذلك اليهودي، الباحث عن خلاصه ولا يجد الطريق إليه. وذلك من خلال التعمق بالأعمال الأدبية والفكرية لكتاب يهود وآخرين تناولوا قضية اليهود من قريب أو بعيد. وأخيراً، استرسالات الصايغ هذه تستحق المتابعة لعمقها الفكري والإنساني، ولموضوعيتها، ولكونها تحمل طرحاً يحمل سمة الوعي، ويقدم المخزون الفكري الثقافي لليهودي الذي نجهله.