وصف الكتاب:
ليلى عسيران في «شرائط ملونة» ترتدي أقنعة وتخلع أخرى. وهي قلقة دائماً وحائرة في جميع الأحيان. الحياة، الموت، السعادة، الجنس. محطات في طفولة وشباب ونضج وما يصاحب ذلك من هوى ونزق وجنون وأسى ولوعة. حافلة كانت سيرة حياتي، لكني لم أسردها كلها بين طيات هذا الكتاب، لقد انتقيت منها ما أثّر بي، ورويته بذاكرة إنطباعية مليئة بحنين وجداني، لم أكترث بالحيثيات اليومية، واخترت وقفات أعتقد أنها مهمة لإمرأة مرت بتجارب غير عادية في حقبة تاريخية مترعة بالأحداث، وبالأفئدة المتحمسة التي لاحقت الحدث وانفعلت به بشعور يفوق عظمة الحب بين الإنسان والآخر. وكانت حياتي الشخصية متأثرة بالمسيرة الوطنية إلى أقصى حد، فقد ظل القياس الوطني للفرد عندي هو "ال" مقياس بدون منازع، ودخلت الحياة السياسية بعد زواجي من حيث لا أدري، ولعلي مررت بأصعب المواقف وأخطر الهواجس عندما كان خط الدولة يختلف عن الهدف الوطني، ولا أتذكّر يوماً أني تردّدت في الإختيار الوطني وترجيحه على مقاييس الدولة، لا لشيء، إلاّ لأني ظللت أؤمن أن هدفي السياسي يعمل في الجوهر من أجل الدولة القاردة على تنفيذ الأهداف الوطنية وإعطاء الفرصة بالتساوي لإنطلاق الطاقات المخلصة المتلزمة، أنا لم أفتعل الإلتزام، وعندما أفلت من يدي، وانقلبت الآية وأصبحت الخطوات الأكثر ثورية، هي الأقرب للتزلف إلى الدولة، ومن بعد ذلك تسلق سلم الدولة على حساب صفاء القضية، أي قضية كانت، شعرت أني فشلت!.