وصف الكتاب:
أتى تصنيف حزب الله منظمةً إرهابية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، وما تبعه من بيان من جامعة الدول العربية يدعم القرار الخليجي، مع ما سبق الإجراءَ من وقف المعونات السعودية للجيش والقوى الأمنية اللبنانيين، في وقت حساس من تاريخ لبنان والمنطقة، حيث ينذر مستوى الصراعات المنتشرة في عدد من دول الشرق الأوسط بتفجر حرب طائفية عابرة للحدود قد تقضي على صيغة الدولة في عدد من تلك الدول، وسط تعدد التكهنات حول مآلات الثورة السورية والأزمة العراقية، وفي وقت تلوح في الأفق اليمني إمكانية التوصل إلى حل مع ازدياد الضغط على الحوثيين وقبولهم إجراء وقف لإطلاق النار مع تسريبات بموافقتهم على تطبيق القرارات الدولية بخصوص اليمن، بعد نحو سنة ونصف من انطلاقهم مدعومين بالقوات التابعة للرئيس الأسبق علي عبد الله صالح في محاولة للسيطرة على كامل التراب اليمني والسياسة اليمنية، من هنا تأتي التحركات السعودية في محاولة لحفظ كيان الدول في الشرق الأوسط منعاً لتمدد الصراع العسكري جغرافياً، ولمنع توسعه عقائدياً وسياسياً وطائفياً توسعاً شاملاً. وفي المقابل يبرز المشروع الإيراني في مزجه بين مفاهيم الثورة والدين والدولة من خلال فكرة تصدير الثورة، عاملاً مناقضاً لمبادئ العلاقات الدولية السليمة؛ حيث انخرطت أدوات وحلفاء المشروع الإيراني في الصراعات الطائفية الدموية في الشرق الأوسط حتى باتت الوجه المقابل لتنظيم داعش في حمأة الاقتتال الطائفي.