وصف الكتاب:
تحتل السياسة مكانة متميزة في عالم اليوم فهي تشمل شتى حقول النشاط الانساني وتهيمن على حياة البشر وتخضعهم لموجباتها الناجمة عن الانتظام في اطار المجتمع المدني , اي ان العصر الذي نعيش فيه هو عصر شيوع الظاهرة السياسية بأوسع معانيها .واذا ما كان الانسان هو غاية السياسة ووسيلتها فان الدولة هي ميدان تطبيقها والعلاقة التلازمية بين الدول والسياسة تعكس لنا عمق التحول الذي اصاب البنية المجتمعية الحديثة .فالظاهرة السياسية كحدث متحرك ومتطور باستمرار لم تعد تستمد اهميتها فقط من درجة الوعي بها والتسليم بضرورتها وانما ايضا من شموليتها ومن ذلك الطابع الخاص الذي يضفيه العقل عليها لتبرير اسبابها ومفاعيلها والا فكيف نفسر قبولنا لمنطق الارغام الذي يستوجبه قيام الدولة وممارسة السلطة وبقول اخر ان علينا الاقرار بصعوبة فهم الظاهرة السياسية خارج اطارها السلطوي المتمثل بالمؤسسات التي تقوم عليها الدولة العصرية .