وصف الكتاب:
أمّا مدرسة التوافق، فتعتقد أنّ جماعات البشر تعاقدت على إقامة الدولة وتفويضها حقوقًا كان الناس يتمتّعون بها على نحو إفراديّ أو جماعيّ. فأصحاب وجهة نظر التوافق الانفراديّ طرحوا نظريّة “العقد الاجتماعيّ” من هوبز إلى لوك إلى روسو. دون أن يستطيعوا إثبات مدّعاهم تاريخيًّا، ولا أن يحلّوا جميع ما ينجم عنه من مشاكل نظريّة. أمّا أصحاب وجهة نظر التوافق الجماعيّ، طرحوا نظريّة “العقد السياسيّ”، أي العقد القائم بين ممثّلين لجماعات، قبائل، مدن، قادة دويلات، قادة طوائف، إقطاعيّين… لإقامة سلطة فوقهم وعلى أرضهم. لكنّ هؤلاء خلطوا أحيانًا بين إقامة دولة وإقامة نظام حكم، لا سيّما حيث استمرّ العقد يحكم علاقات السلطة بعد قيام الدولة. وأمّا مدرسة الغلبة، فتقوم على أساس القوّة والقهر، بحيث يفرض تجمّع بشريّ سلطته على تجمّعات أخرى بعد هزيمتها ماديًّا أو معنويًّا، ولعلّ ابن خلدون هو المنظّر الأساسيّ لهذه المدرسة.