وصف الكتاب:
يشكل هذا الكتاب مدخلًا لفهم الوعي الغربيّ في مساراته المتعددة، فهو عندما أخذ “ميشال فوكو” كمادة انشغال أساسية، كان يعمل على إعادة تثمير الشخصية للكشف عن مسيرة نصف قرن من الحضارة الغربية، بدأت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، والتساؤولات الحادة التي أفرزتها عن سبب العنف الذي أودى بحياة ملايين من البشر على الرغم من النبرة العقلانية التي كثيرًا ما تحدثت عنها هذه القارة العجوز. وقد رافقت هذه الشخصية الأحداث الكبرى في التاريخ المعاصر، من الانتفاضات الطلابية عام 1968، إلى الثورة الإسلامية في إيران، فساهمت في بعضها وتكلّمت عنها، وتركت بصماتها الخاصة التي من الممكن العودة إليها، لرؤية كيفية تفاعل المثقف مع الأحداث. لذلك من الممكن أن نعتبر هذه الشخصية علامةً مميزةً في مسيرة الفكر الغربي، تلاقت عندها التيارات الفكرية المتنوعة من وجودية وماركسية وبنيوية، وعلى الرغم من ذلك أخذت لنفسها مسارًا ميّزها عن غيرها، فكانت هي الحدث، ليس في زمنها الخاص الذي عاشت فيه، إنّما في زمن القول الفلسفيّ الذي يستمر باستمرار فعالية القول.