وصف الكتاب:
فالإيمان يستلزم جملة من الالتزامات الشخصيّة على صعيد عبادة الفرد وعلاقته بالله وبنفسه ومن حوله، وجملة من الالتزامات الجمعيّة التي تهدف إلى إقامة مجتمع توحيديّ تتحقّق في ظلّه الأحكام الإلهيّة، وعليه، يجب أن يكون هذا الإيمان على قدرٍ وافٍ من الوعي لإدراك المسؤوليّات والتكاليف، وهذا لا يمكن أن يتمّ إلّا لمن امتلك البصيرة القادرة على تحديد الهدف والتزام الاستقامة والثبات في تنفيذ التكليف. يقول الإمام علي (ع): “إنّما البصير من سمع فتفكّر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعبر، ثمّ سلك جددًا واضحًا يتجنّب فيه الصرعة في المهاوي”[5]. فالبصيرة ضروريّة لمعرفة الصحيح من القول والفعل الذي على أساسه يمكن تحديد الهدف والمراد من التكليف الإلهيّ، فيسعى بعد ذلك لإقامته ويتحمّل لأجله الأعباء دون أن يتردّد فيه. ولأنّ البصيرة والاستقامة مفردتان تختصران مسيرة إنسانٍ يبدأ بالملاحظة والتفكّر وإعمال العقل، يحدّد الهدف ويسعى إليه عن وعي وصلابة تحت ظلّ الأحكام الإلهيّة والتكاليف الشرعيّة، وجد دار المعارف الحكميّة بدًّا من ترجمة هذا الكتاب، الذي هو عبارة عن خطب لسماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله) في موضوعي “البصيرة والاستقامة”، ونشرها باللغة العربيّة، بعد توزيعها على فصلين وملحق.