وصف الكتاب:
ويرى جول أيضا أن الإصلاح كان عملية عثمانية داخلية، بدأت بمبادرة من السلطنة بصدور الفرمان الكلخاني الأول من السلطان عبدالمجيد خان، بتاريخ 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1839. وكان الهدف من العملية معالجة الخلل والضعف الناشئ في الدولة، وإعادة حالة القوة والإعمار والراحة بمقتضى القوانين الشرعية. ولكن حصل نزاع بين طرفين من العثمانيين، هما الإصلاحيون والمحافظون، وكانت تقابلهما جماعة من المتغربين الساعين إلى علمنة الدولة العثمانية، والذين نجحوا في إقامة الجمهورية بعد إلغاء الخلافة العثمانية. وهنا يسرد جول سريعا المحطات التي تقلبت فيها تركيا منذ إلغاء الخلافة، وحتى وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة؛ وأن تركيا لم تتقدم أحوالها في ظل العلمنة المتشددة، بل تدهورت أحوالها السياسية والاقتصادية، إذ تعاقبت الانقلابات العسكرية فيها، وتدنّت قيمة العملة التركية (الليرة)، ولم يعد للدولة مكانة مرموقة لا في الشرق ولا في الغرب. ثم يختم جول كتابه بفصل مهم عن كيفية الاستفادة العربية من تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا، ويبدأ من الديمقراطية؛ إذ ينبه إلى أنها لم تعد قضية عابرة، بل أصبحت هي الأيديولوجيا التي يحملها الغرب ويحارب من أجلها. وينقل عن صمويل هنتنغتون، صاحب نظرية صدام الحضارات، أن الغرب يربط بين الديمقراطية وبين تسع قضايا هي: الفردية، والليبرالية، والدستورية، وحقوق الإنسان، والمساواة، والحرية، وحكم القانون، والسوق الحرة، وفصل الكنيسة عن الدولة