وصف الكتاب:
شهد القرن الماضي كثيراً من التحوّلات الإجتماعيّة والثقافية، وكان جزء منها من أثار الثورة الصناعيّة وعلى الخصوص ثورة الإتصالات وما يرتبط بها، وقد تركت هذه الثورة أثرها على معظم جوانب الحياة الإنسانية، ولكن المراة والأسرة ككلّ كانتا الأكثر تأثراً بتلك التغييرات. وهذه التغييرات التي طرأت على الأسرة كانت بالدرجة الأولى ناشئة من تبدل الهيكليات الإقتصاديّة والثقافيّة والإجتماعيّة للقرن الماضي، ولكن البعد النظريّ الذي تستند إليه هو التحوّل الذي طرأ على العلوم الإجتماعيّة؛ إذ كانت تقدّم التبرير النظريّ لهذه التحوّلات وتدافع عنها. وما حصل في المئة سنة الأخيرة، هو أنّ التصورات التي كانت تحظى بالقبول، تعرّضت للإهتزاز من نواح عدة منها: إعادة النظر في فرضية الإختلاف التكويني بين الجنسين، وإعادة توزيع الأدوار بينهما على أساس التساوي لا على الإختلاف، وأخيراً التنظير للمساواة بوصفها مرادفاً للعدالة، وما يهدف إليه هذا الكتاب هو النظر في هذه الأمور من وجهة نظر إسلامية.