وصف الكتاب:
"المشروع الذي تدور حوله أقسام وفصول هذه الدراسة اهتّم بجانب تحديث نظام ومناهج الدراسات الدينية، وهي مساحة فكرية كان ولا يزال، الاهتمام بها قليلاً، سواء من النخبة أم من الجمهور"، لذا فهي تأتي لترّد على حاجة فعلية، ولتلعب "دوراً مهماً جداً في تنمية الحركة الإصلاحية داخل مجتمعاتنا الإسلامية"، وهي "ترصد أهم سمات مشروع العلاّمة الفضلي الذي يُعدّ أوسع وأهم مشروع لتحديث هذه المقرارات والمناهج الدراسية"، وتُظهر كما تُعرّف "بالجهد المتميز الذي قام به طوال أكثر من 45 عاماً". يبدأ المؤلف القسم الأول من الكتاب بمحطات من سيرة الشيخ العلاّمة، وبدايات نشأته، ويعرض "الأجواء التي نما وترعرع فيها"، فيصف أحوال البصرة في تلك الفترة، ووضع "النجف الأشرف وإرهاصات التغيير ودوافع التجديد"، لينتقل في فصول القسم الثاني إلى البحث في مراحل تكوين المشروع الفكري لدى العلاّمة، ابتداء من مرحلة النجف، وانبثاق فكرة المشروع، ويتحدث فيه عن كتاب "التربية الدينية"، و"خلاصة المنطق"، ثم يتحدث عن المرحلة الجامعية والبحث اللغوي، ثم عن مرحلة التفرّغ الوظيفي واستكمال المشروع والتي "كانت من أغزر المراحل الثلاث إنتاجاً"، وصولا إلى عرض معالم المشروع الإصلاحي النهائية للعلامة الفضلي. د يستخلص المؤلف العديد من الاستنتاجات حول هذه الدراسة، ومنها، أن مشروع العلامة الفضلي يعدّ "ضمن الاتجاه المتجدد المنفتح، وذلك لانفتاحه على التجارب الإسلامية وغير الإسلامية والاستفادة من المناهج الحديثة، إثراء منه للعلوم الشرعية بما تلتقي فيه والتجربة الإنسانية العامة"، وأن "البيئة الأسرية في البصرة، ومن ثم البيئة العلمية في النجف من أهم عوامل تكّون المشروع عند الشيخ الفضلي، وبخاصة الأجواء الإصلاحية النجفية..". يضم الكتاب أيضاً، بيبلوغرافيا مؤلفات العلامة الفضلي، وبيبلوغرافيا لما نشر له في المجلات والدوريات العربية، وثبت المراجع. لقد تميزت محاولات الشيخ الفضلي "بسعة دائرة تغطيتها لعلوم عدة، وقد حظي بعضها على الأقل بنجاح ملفت أدّى إلى تحولها عنصراً أساسياً بين مقررات التعليم في المدارس الدينية، بل وفي غيرها."