وصف الكتاب:
يحاول المؤلف في كتاباته هذه قدر المستطاع، مواكبة ما يستجد في ساحة الفكر الإسلامي المعاصر من تطورات وتجددات، وفي هذا الكتاب حاول مواكبة هذه التطورات والتجددات في مجال علاقة الفكر الإسلامي بالمرأة. ففي الطبعة الأولى منه، تابع تطورات الفكر الإسلامي في هذا المجال خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين وصولاً إلى مطلع القرن الحادي والعشرين، وتأتي هذه الطبعة الثانية لمتابعة تطورات ما بعد الولوج إلى هذا القرن. وقد كشفت هذه التطورات التي وقف عليها، عن أن الفكر الإسلامي ما زال يتلمس التجديد في رؤيته لقضايا المرأة، ويراكم معارفه وخبراته في هذا المجال، وكيف أنه قطع شوطاً مهماً في هذا الطريق، وبقي محافظاً على وتيرة صعوده وتقدمه، مؤكداً ومبرهناً على أن التجديد الإسلامي في قضايا المرأة ما زال ممكناً ومتاحاً، ومتخطياً حالة التوقف والانسداد في هذا الشأن. ومن الواضح أن ما عناه بالحديث يصدق على أن أحد مناحي الفكر الإسلامي المعاصر، ولا يصدق بالضرورة على عموم الفكر الإسلامي الذي تتنوع في داخله وتتعدد المنازع والاتجاهات، بخطاباتها الفكرية المختلفة، ومساراتها السلوكية المتباعدة، ومن المسلم به أن هذا الفكر ليس على موقف واحد في موضوع المرأة، ولا يمكن مقاربته على أساس موقف واحد، مهما كانت الطبيعة المتفرقة لهذا الموقف، وهذا هو حاله دائماً، كان ومازال وسيظل عليه أيضاً. ومثلما كانت هناك مناسبات وقفت وراء كل فصل من فصول الكتاب، وشرحها المؤلف في مقدمة الطبعة الأولى، فإن ما أضافه إلى هذه الطبعة الثانية، وهما فصلان، كانت لهما أيضاً مناسبتان. فالفصل الذي يتحدث عن دور المرأة في تجديد رؤية الفكر الإسلامي لمسألة المرأة، مناسبته كانت الدعوة التي وصلته الدكتور قطب مصطفى سانو للمشاركة في مؤتمر عالمي عن وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة، وفي وقتها كانت الفكرة التي تشغله هي أن موضوع المرأة لن يتغير أو يتجدد في داخل الفكر الإسلامي، وبالشكل الذي تقبل به المرأة وتتناغم معه، ما لم تساهم هي نفسها في تغيير وإصلاح رؤية هذا الفكر لمسألة المرأة، فهل تستطيع أن تنهض بهذه المهمة الفكرية؟ وقد وجدت أن هذه الفكرة جديرة بالدراسة والتأمل، فاشتغل عليها، وأعد بحثاً حمل عنوان هذا الفصل، وشارك به في المؤتمر الذي نظمه المعهد العالمي لوحدة الأمة الإسلامية في الجامعة الإسلامية العالمية، وعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال الفترة ما بين 14 و16 أغسطس 2007م. وأما الفصل الذي يتحدث عن المنحى الجديد في الفقه الشيعي في مجال المرأة، فأتت مناسبته حين اطلع على سلسلة كتابات نشرها الشيخ يوسف الصانعي بعنوان: (سلسلة الفقه المعاصر) تطرقت في معظمها إلى قضايا المرأة، فوجد أنها تحتوي على آراء واجتهادات جديدة وحديثة هي في غاية الأهمية، وتكشف عن منحى جديد داخل الفقه الإسلامي الشيعي في مجال دراسة قضايا المرأة، لذا كان من المهم الكشف عن هذا المنحى الجديد، والتطرق إلى هذه الآراء والاجتهادات التي يمكن لها أن تغير اتجاهات النظر إلى هذه القضايا.