وصف الكتاب:
عتبر الدكتور سامي نسيب مكارم في كتابه هذا أن معتقد التوحيد (الدرزية) هو في نظر الموحدين مسلك توحيدي استجاب إلى الإسلام واندرج فيه، غير أنه كان مستنبطاً أيضاً في الشرائع التي تقدمت الإسلام. وهو يتخذ القرآن الكريم أساساً ويستمد من معانيه المستعلية (أي الباطنية) حقيقته، كما أنه يقدس سائر الكتب السماوية. يبدأ الكتاب بمقدمة جاءت بعنوان "محاولة في تفهم مصادر وأصول الحكمة والعرفان" وهي من تقديم الفيلسوف الكبير "كمال جنبلاط" في العام 1965. يتعلم فيها المسلم الدرزي كيف يتأهل للمرعفة وما هي المبادئ العامة لمسلك الحكمة والتوحيد. يلي ذلك "توطئة" بقلم "بابا زيد" يعترف فيها أن معتقد التوحيد –أي الدرزية- هو الطريق والمسلك إلى المعرفة الأخيرة أي الكشف عن حقيقة الوجود ويعني به مسلك العرفان الذي استنبطه كل شريعة على مر العصور وهو خاص بالمتطهرين لقسم الثاني من الكتاب جاء بعنوان "أضواء على مسالك التوحيد" للمؤلف سامي نسيب مكارم. الذي يقول لنا أن المعتقد التوحيدي يعتمد العقل في استكشافاته ولا يغني به العقل الدينوي بل العقل الأرفع أو الكلي الذي هو المبدع الأول. وهو علة العلل وهو أصل الوجود وغايته معاً... وفي هذا الجزء من الكتاب محطات حاسمة يتوقف فيها الكاتب عند إشكالات متعددة الرؤى التبست على الناس، يوضحها لهم ويبين لهم أسباب السرية في المذهب ويعرفهم على أصول عقيدة التوحيد والعلاقة بين الإسلام والدرزية هذا الكتاب يتضمن رداً ونقداً موضوعياً على كتاب "مذهب الدروز والتوحيد" لمؤلفه الأستاذ "عبد الله النجار" (القاهرة، دار المعارف بمصر سنة 1965). والذي اعتبره الدروز مغايراً لحقيقة المذهب