وصف الكتاب:
من الأعمال الروائية التي حافظت ببراعة على أصالة مادتها، وجاءت داعمة للأمل في مرحلة الانهيار والتشظي التي يمر بها المجتمع العراقي على المستويات كلها. فهي ذاكرة نابضة تتقدم الخراب وتزرع الأمل على العكس من بعض الأعمال التي صدرت لكتّاب كثيرين كانت مهمتها التذكر والندب والبوح واشاعة اليأس سواء بعلم كتابها أم من دونه/، فهي لا تعدو في كثير منها البكاء على الاطلال وصياغة الاحباط والانكسار فنياً. اي انها تنتهي كما تنتهي المادة الاعلامية. وهذه الرواية على العكس من تلك الروايات. وفي رواية حمام اليهودي، يتحرك اليهودي يعقوب شكر الله دانيال بوعيه وخبرته التجارية نحو كربلاء الآمنة توقعاً منه لاندلاع أعمال عنف وتهجير ضد اليهود في العراق بسبب التحولات السياسية في بدايات النصف الأول من القرن العشرين إبان الشروع بإنشاء وطن لليهود من قبل الصهيونية العالمية. وفي كربلاء يجد يعقوب شكر الله ضالته. فيعمل على غرس جذره المدني والاندماج في نسيج المدينة الاجتماعي والتجاري بطرق مدنية وسلوك راقٍ عملاً على كسب ود الجميع ممن خالطهم في حياته الجديدة في كربلاء حتى الزبائن منهم وبسطاء الناس.