وصف الكتاب:
لقد حظي القرآن الكريم منذ القرون الأولى بعناية المفسرين بإختلاف إتجاهاتهم، وكان النسفي من بين أولئك الذين خاضوا ربيع هذه اللّجة، وارتاضوا غنّاء هذه الجنّة، فأشرق قلمه بأزاهير بديعة، وامتلأت جنبات كتابه بلفتات جميلة كانت قبلة المرتادين، ومَحطّ أنظار الدارسين. ولعل عناية النسفي في تفسيره بالحديث الشريف واعتماده عليه، جعلت من الضرورة بمكان الإلتفات إلى هذا الحشد في الرواية من أجل بيان درجة صحته ودقة أسانيده. من هنا، جاءت هذه المحاولة تستقصي ما ورد في تفسير النسفي من روايات، تتبع السَنّد فيها والمتن وتحكم عليها بالصحة أو الضعف، حتى يكتمل للتفسير بهاؤه وتتم للقارئ الفائدة دون شائبة او شبهة. وهي محاولة اقتصرت على سورتي "الفاتحة والبقرة" خطوة أولى على درب شيق طويل، تضع نصب أعينها أن تشِبَّ وتنضج لتغطي تفسير النسفي كاملاً.