وصف الكتاب:
ظهر مفهوم تحليل الخطاب لأول مرة سنة (1954) عنوانا لمقال لزيلج هاريس بحث فيه عن القواعد المتحكمة في تتابع الجمل. ومنذ ذلك الحين شكل النحو رافدا مهما له ؛ فقد استعان تحليل الخطاب بالنحو في مراحله الأولى من خلال أعمال مدرسة براغ الوظيفية واستمر بعد ذلك في أبحاث لسانيات النص. ومع ظهور نماذج الأنحاء التداوليه التي تنطلق- على غرار نظرية النحو الوظيفي- من استحالة فصل النماذج النحوية عن الانساق التواصلية صار استثمار نماذجها في تحليل الخطاب لزاما وضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى؛ ذلك أن قضايا الخطاب هي بالأساس قضايا التواصل. وفي هذا الإطار، نحاول في هذه الدراسة الكشف عن سبل استثمار نظرية النحو الوظيفي في تحليل الخطاب وهذا على مستويي الإجراءات و النماذج. غير أننا عملنا على نمط واحد هو الخطاب الحواري، وانتقينا حالته في المسرح، ونقصد به هنا خطاب الشخصيات المتحاورة. وقد حددنا مدونة العمل بثلاث مسرحيات لتوفيق الحكيم هي : الملك أو ديب، و أهل الكهف، و لعبة الموت.