وصف الكتاب:
حظي الفارابي بالدراسة ونشر عنه أكثر مما كتب، وفي هذا الكتاب تناول الباحث الدكتور محمود موسى محمود جانباً هاماً من فلسفة الفارابي، أي نظرية المعرفة، لقد كان تم تناول نظرية المعرفة عند الفارابي على حاشية البحث في نظريته في النفس، لكن الدكتور محمود تناول نظرية المعرفة عند الفارابي من منظور حديث. ويفصل الباحث كيفية حصول المعرفة بدءاً بالحواس مروراً بالمتخيلة التي تؤدي دوراً هاماً في الإنتقال من الصور المحسوسة إلى الصور المجرّدة والمعقولة، ومراحل ترقّي العقل في مراتبه ليصل إلى مرحلة يكون فيها في مرتبة العقل الفعّال. وهنا تكمن أهمية العقل الذي استكمل به الفارابي بناءه الأنطولوجي في الوصل ما بين العالم الأعلى، العالم المعقول، وبين العالم الأدنى، العالم المتغير، عالم الكون والفساد، لأن العقل، وهو إحدى قوى النفس، هو أسمى مرتبة في الطبيعة تصل ما بين الطبيعة وما بعد الطبيعة، وبذلك فإن هذه المرتبة هي التي تحدد مكانة الإنسان في الكون.