وصف الكتاب:
في واقعنا لا نشك بأن وجودنا مع بعض أصبح ضرورة، وإذا كنا نعاني من مشكلات في تعريف من هو هذا الـ"نحن"، فهذا لا يعني عدم تأثيره فينا بمجرد وجودنا مع بعض، وحتى ونحن نعيش هذه الـ"نحن"، مجزأة بطريقة ثقافية، فإننا ندرك بأن هذه الجمعية قد أثرت في واقع الحريات بطريقة لم تكن معهودة، وربما بما أدى إلى أزمة في: كيف نختار طريقنا للحياة مع بعض؟، لقد رأينا كيف أن القصيبي انتقد الثقافة الرسمية كونها لا تصنع "ثقافة الثقافة"، وهو هنا باختياره لطريقة الحرية -كحل- كأنه يريد القول بأن طريقة الحياة الصحيحة هي الحياة بالحرية. كنا في السابق نعيش جزراً جغرافية واجتماعية -"قبائل، مدن، قرى، بدو"- ومعرفية وثقافية واسعة المدى، لا تسمح بالتواصل إلا عبر الغزو والاحتراب، ومع توحيد قلب الجزيرة بأطرافها الشرقية والغربية والشمالية، تمزقت جزر الجغرافيا وبعض جزر الاجتماع، وبقيت جزر المعرفة والثقافة تسيطر على المجتمع حتى مع التجاور القريب، ومن استطاع التمدد في كل مكان هو المذهب الرسمي للدولة، حيث تواجد في كل مكان تتواجد فيه، كجزء من تركيب النظام من الحلفين السياسي والديني، القادر على بسط النفوذ، من الطبيعي، أن من يحدد طبيعة النظام الداخلي للمجتمع، هو الفكر الديني، إذ السياسي مهمته التطبيق، أما تحديد ما هو النظام الصالح، فلا بد أنه الفكر الديني الذي يقود الدولة.