وصف الكتاب:
يقسم الروائي عبدالله الخليفة سرده في هذه الرواية إلى خمس وخمسين فصلا قصيرا، وهو التكنيك الذي دأب على استخدامه في معظم رواياته السابقة، أبتداء من الأقلف ، التماثيل، ذهب مع النفط، وروايات أخرى غيرها من التي تناولت سيرة الخلفاء الراشدين، وقد أعطت هذه التقنية الروائية للكاتب حرية التنقل السريع بين شخصيات روايته، كما يفعل عادة كتاب السيناريو السينمائي، مما يعطي القارىء صورة شاملة عن الحدث في أماكن عدة في زمن متقارب، كما يتيح معرفة واسعة لدخيلة كل شخصية، ولم يبتعد الروائي عن السيرة الحقيقية لأبطاله بالرغم من أن الرواية غير محكومة بالتوثيق، وغير مسؤولة عن صدق ما ترويه من أحدث، فهي تنقل رؤيا الكاتب، حول موضوع مهم أثره على غيره، ليقول لنا عبر ما يمتلكه من فن روائي، ماعجزت عن قوله باقي الفنون البلاغية. رواية محمد ثائرا إحدى اهم الروايات التي كتبها عبدالله خليفة، فقد أعادت الحياة لعادات وميثلوجيا مندثرة، كما أن موضوعها السهل والصعب في الوقت نفسه، يصعب على الكثيرين ممن كتبوا الفن الروائي في الوطن العربي، فإعادة الحياة كما فعل عبد الله خليفة في هذه الرواية، لمجتمعات مضى على أندثار عاداتها، ومثلوجياتها، وما كان يعيشه أهل مكة في الجاهلية من أحوال وأفكار وقيم، لهي مهمة عسيرة حقا، وتتطلب من الروائي بحثا دؤوبا لما كتب عن تلك المرحلة، وما كان يعيشه الناس في تلك العهود البعيدة، ومن مزايا الرواية الأخرى أن عبدالله خليفة جعلنا نتلمس شخصية الثائر على القيم القديمة، والظلم الأجتماعي في شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كما انه أستطاع أن يجسد الروح الإنسانية، والأخلاق النبيلة التي اتصف بها الرسول الكريم خلال صراعه مع إعدائه من مشركي قريش.