وصف الكتاب:
غالباً ما نستهين بالأشياء التي تتزايد ألفتنا بها تدريجياً. فهمها كانت الأشياء مدهشة بروعتها، فإنا نتوقف عن ملاحظتها ونكاد نتجاهلها إذا كنا نلتقيها أو نعايشها يومياً. والجسم البشري هو مثل فائق على ذلك. إن جسمك أيها القارئ، مثال رائع من الهندسة الحيوية. فتحت جلده توجد مئات العضلات والعظام والأوعية الدموية والغدد والأجزاء الأخرى، التي تعمل ليل نهار-فيما الدم يندفق نباضاً غبر الشرايين والأوردة، والطعام يمر عبر الأمعاء، والإشارات الكهربائية تنطلق على امتداد الأعصاب. لكن هل يخطر ببالك التأمل في هذا الحشد المعقد المذهل من العمليات والأنشطة والتراكيب التي هي جسدك وأنت تنظر ي المرآة كل صباح وتشاهد ذلك الوجه المألوف؟ المرجح أنك ستجيب سلباً. إنك حينما تشرع بتعرف تراكيب جسدك وأنشطتها ستعن لك تساؤلات لا تنقطع-كيف تحرك العضلات جسمك؟ ولماذا تتنفس؟ وماذا يحدث للطعام بعدما تبتلعه؟ ولماذا لون دمك أحمر؟ ومتى يكتمل نماء الجسم؟ ولماذا أنت تشبه أبويك؟