وصف الكتاب:
أهمّية الكتابة عن الشاعر الرّاحل عمر بهاء الدين الأميري تتعدّى شاعريّته وشعره، رغم الرّيادة التي حقّقها في هذا الجانب، فتوّجته عن جدارة لقب «شاعر الإنسانية المؤمنة»! والذين عرفوا الأميري، أكثر ما عرفوه بتأمّلاته، وسبَحَاته «مع الله»، ونجاواه «المحمّدية» الرائعة، وفيوضات من خصال سامية، وخلق رفيع، وتواضع جمّ، وحديث عذب يأسر القلوب! ولقد كان كافياً أن ينال الأميري اهتماماً كبيراً لهذه الصّفات وحسب، وكان منتظراً أن يجدّ الباحثون في دراسة شعره وأدبه، وقد انقضى على رحيله ما يقرب عقدين من الزّمان! على أنّ الأميري بحقيقته أوسع من دائرة الشعر والأدب، والجوانب الهامّة من شخصيته ومن حياته لا تزال مركومة تحت كثبان التقصير والإهمال والعقوق، وقد أفنت حوادث الدهر أكثرها، وأسلمتها الأيام إلى ظلمة النسيان أو العدم! إلا أن المؤلف استطاع أن يصل إللا ما وصل إليه منها، وأستنقذ بقاياها من الإهمال الذي لازمها، وأخرج أهم ما تضمنته صفحات هذا الكتاب.