وصف الكتاب:
من الأمور التي امتازت بها الأمة الإسلامية عن غيرها، استعمال الإسناد في رواية الحديث النبوي، والتاريخ الإسلامي، لبيان صدق الوقائع من كذبها. ولم تتنبه الأمم السابقة إلى أهمية الإسناد في بادئ الأمر، إلا أنها ما لبثت أن تنبهت إلى هذا الأمر الخطير، فاستعملت الإسناد في الحديث النبوي الشريف في النصف الأول من القرن الأول الهجري، لئلا يحتال أحد في إدخال شيء من الأمور الجاهلية في الإسلام. ويعدّ علم الجرح والتعديل من أهم العلوم في علم الحديث ويقصد بالجرح: بيان عيون رواة الحديث التي لأجلها تسقط عدالتهم ويكون حديثهم من عداد الضعاف، ويتحقق الجرح في الراءي بسلبه لأحد أمرين؛ وهما العدالة والضبط، فإن من سلبت عدالته صار فاسقاً ومن سلب ضبطه صار مغفلاً. وفي هذا الإطار جاءت بحوث هذا الكتاب، الذي يضم بين طياته دراسة في الجرح والتعديل استخلصها المصنف من أمهات الكتب، ورتبها ترتيباً جديداً ليسهل على الباحث والدارسين معرفة هذا الفن الغامض الدقيق. وكان حافزه لجمع هذه النصوص وتعليلها ما لاحظه في طلاب الحديث من ابتعادهم عن منهج المحدثين وعدم معرفتهم باصطلاحاتهم الحديثة. لذلك عني بتضمين كتابه ثلاثة فصول: شرح في الأول مفهوم الجرح؛ مبيناً من يقبل قوله في الجرح والتعديل، ويكف يعرف الكذب في الحديث... أما الفصل الثاني: فقد خصصه للتعديل وفيه تحدث عن العدالة والضبط، جواز الرواية عند الثقات؛ الاحتياط في أحاديث الأحكام العمل بخلاف الرواية ليس قدماً في صحة الحديث... أما الفصل الثالث فقد خصص لكشف الاصطلاحات الحديثية أما الفصل الرابع والأخير فضم أشهر النقاد في القرن الثاني والثالث والرابع والخامس.