وصف الكتاب:
اللغة العربية مدينة للخليل بنحوها الذي أتمّ تأسيسه، ثم بنى بناءه الشامخ مع تلميذه سيبويهوعلم العروض اخترعه قالباً للشعر، ومستودعاً لوحي الشاعر، يودع فيه هديل قلبه، وعويل نفسه، ويسكب فيه شعوره وصرخته وشكواه؛ وعلم الخليل في الموسيقى، استقى منه الموسيقيون وأصحاب الأصوات، أجمل الأنغام والألحان. وجمع الخليل ثروة اللغة العربية، ورتّبها، وصنّفها، فكان ذلك أساساً لعلم المعاجم، وفقه اللغة، وعلم الأصوات؛ وترجم المترجمون للخليل في كتب التراجم والطبقات والتاريخ... وكتب الباحثون عنه وعن علمه الأبحاث... وأشاد بذكره وعلمه دوائر المعارف والعلوم والفنون... ومع ذلك فإنه لا يزال يمنح بسخاء... فكأنهم لم يسبروا غور علمه، ولا وصلوا إلى قرار إبداعه، ولا كشفوا عن مخدّرات فنونه. وهذا بُحَيْث عن معجم العين للخليل، وما نسج حوله من قصص وآراء ثابتة أو مهزوزة... لعلّه يضيف إلى العلوم الإنسانية في هذا المجال أمراً جديداً... وفكراً حرّاً سديداً.