وصف الكتاب:
يولد الفرح من عمق الألم، وتصدح الكلمات من عمق الصمت، ويأتي صوت أحمد سعدات من خلف باب زنزانة قاسية البرودة أرادها المحتل أداة لكسر إرادة مناضل يؤمن بالحرية والعدالة للجميع، دون تمييز من أي شكل أو نوع. يبث الأمل والفرح من خلال قصص مميزة تضيء عتمة زنزانة الإفراد، ويعطي بعداً آخر لقول الشاعر الفلسطيني طه محمد علي "والسكون كان صلداً كالرحى"، فسكون العزل في تجربة أحمد سعدات رحى تطحن الألم والقهر ليولد الدفء من قصص حسن، جمال، مروان، محمود، إبراهيم، عباس وحتى يجآل، فالعزل الإنفرادي أتون قمع يصهر الإختلافات العرقية والثقافية والسياسية، ليخلق إنساناً مناضلاً ضد القهر والتمييز والعنصرية. هي ليست مذكرات شخصية ولكنها خلجات قلب ينبض حياً بالحياة، لا يغوص أحمد كثيراً في متاهات الزمن الخاص خلال أشد لحظات الوحدة التي عاشها في هذه السنوات، بل يفضل أن يتحدث في العام، ومن يعرف هذا الرجل العنيد المتفاني لا يستهجن عزوفه عن الفردانية، لكني أعتقد أنه يجب أن يخصص لاحقاً متسعاً لمثل هذه الرحلة إلى أعماق الصمت اللامتناهي، ويأخذنا في سراديب روح عصية على الكسر ولو سجنت في عتمة زنزانة، يختبئ داخلها ثعبان. في أجواء الرواية: نقرأ "في 21 سنة 2011، بينما كان شريكي في الزنزانة مسافراً لحضور المحكمة، وفي ساعات بعد الظهر سمعت الشرطي في ممر الزنازين يخبرني أن أفعى قد دخلت إلى الزنزانة، ولأنني كنت منهمكاً في القراءة فلم أشاهدها، حاولت التفتيش عنها فلم أجدها، طلبت حضور الإدارة إلى الزنزانة وإخراجي من الغرفة، وفعلاً حضرت قوة كبيرة وأخرجتني من الغرفة إلى القسم المجاور، وبعد أكثر من ساعتين حضر الضابط المناوب وأبلغني لهم أجروا تفتيشاً دقيقاً في كل ارجاء الزنزانة ولم يجدوا الأفعى، الأمر الذي يعني أنها تمكنت من الخروج، عدت إلى الغرفة غير واثق بحديثه، بحثت فترة قصيرة في أرجاء الغرفة فوجدتها على السرير العلوي ملتفة على آنية طعام، وكانت من النوع السام والخطير، رأسها صغير يتصل برقبة طويلة ورفيعة وممتلئة من الوسط...