وصف الكتاب:
يندرج كتاب فينسنت لومير، ضمن التأريخ الحديث للشرق الأوسط، ويساهم في كتابة “تاريخ مُطَمْئِن” لمدينة القدس. إلى جانب الرغبة في استخلاص تاريخ القضايا السياسية والأيديولوجية، كان يرغب لومير في تسليط الضوء على الجهات الفاعلة التي تم إهمالها أو تجاهلها ولم تقدر حق تقديرها. فيما يختص بأواخر العهد العثماني – أي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى عام 1917- بدأ المؤرخون حقا الاهتمام بالجهات الفاعلة العثمانية. في هذا السياق، ألقى لومير نظرة فاحصة على أصحاب المصلحة المحليين، للوصول إلى رتبة من الموضوعات عن تاريخ القدس. كانت المدينة المقدسة عاصمة المنطقة التابعة للإمبراطورية العثمانية التي احتلتها في عام 1517، الإمبراطورية التي تقلصت ممتلكاتها الإقليمية تدريجيا منذ عام 1830 في شمال أفريقيا ثم في البلقان والأقاليم العربية في منطقة الشرق الأوسط والتي تحررت من الحكم العثماني بعد الحرب العالمية الأولى. لتسجيل تتابع المؤرخين اليهود الشباب أو الأنغلوسكسونيين الذين طوروا مفهوم “الانتقال” في الآونة الأخيرة ، لإظهار عدم وجود انتقال مفاجئ من “ليل عثماني” إلى “نهار بريطاني-صهيوني”، تحدث لومير عن بضعة عقود وصفها ب “عصر الممكن”، وقال بأنها تميزت بفترة نادرة من التماسك، أي توافق واضح بين مختلف فئات السكان سواء أولئك المقيمين في القدس منذ فترة طويلة أو القادمين الجدد، أو بين الشعب والسلطات المحلية أو الوطنية.