لبنان وبلاد السوفيات 1917-1987
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
بعد إعلان البيريسترويكا والغلاسنوست، وفي الذكرى السبعين لانتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا، وفي الذكرى الرابعة والأربعين لاستقلال لبنان، صدر عن “دار الفارابي” في بيروت كتاب رزق رزق “لبنان وبلاد السوفيات 1917 – 1987″، وهو كتاب يقع في 320 صفحة، يتألف من أربعة فصول ومقدمة تتواءم مع الموضوع والمرحلة. خصص الكاتب الفصل الأول للحديث عن انتصار ثورة أكتوبر معنونًا باقتباس لجبران خليل جبران “أمل جديد للجنس البشري”، ثم انتقل إلى البحث في تاريخ العلاقات الكنسية بين روسيا ولبنان، ثم لبدء عمل البلاشفة في لبنان. يتناول الفصل الثاني بدء العلاقات التي ولدت في خضم الكفاح المشترك ضد الفاشية، والشروع بإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين وطن الأرز وبلاد السوفيات، ثم ينتقل على موقف الاتحاد السوفياتي في فترة الجلاء الفرنسي عن الأراضي اللبنانية وأزمة العام 1958. يتحدث في الفصل الثالث عن التفاعل الثقافي والصداقة المتنامية رسميًا وشعبيًا بين البلدين، ثم ينتقل إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية، ويخصص بعض الصفحات للعلاقات بين المسلمين في البلدين. الفصل الأخير من الكتاب مخصص للمواقف السياسية التي اتخذها الاتحاد السوفياتي إثر اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975، وموقفه تجاه الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، ثم يلخص للعلاقات بين البلدين بعد اتفاق 17 أيار 1983. يقدم الكتاب “دراسة علمية” تشبه إلى حد كبير جردة حساب غير تامة في العلاقات بين الاتحاد السوفياتي ولبنان، ويرى كاتبه أنّه “المدخل العلمي الطبيعي لدراسة تلك العلاقات كأساس لتطويرها ودعمها بما يخدم لبنان وشعبه ومصلحة بقائه كبلد مستقل ذي سيادة”. أستبعد أن يكون الكتاب حظي بطبعة ثانية، إذ إنه لم يستشرف جديًا الفترة المقبلة، إذ إن أربع سنوات ستكون كفيلة بتفكيك منظومة الدول الاشتراكية والاتحاد السوفياتي نفسه، وستغرق تلك البلاد في عقد طويل من عدم الاستقرار السياسي والأمني والنقدي. فالكتاب يبحث فيما يمكن الحديث عنه اليوم وفي كل يوم من تاريخ العلاقات السياسية الدولية وانعكاساتها على الواقع اللبناني الهش، إلا أنه يطرح فكرة تحقيق التوازن على صعيد العلاقات الخارجية اللبنانية في جوهرها، داعيا إلى التخلي عن رجحان كفة هذه العلاقات مع الغرب عامة والولايات المتحدة بصورة خاصة، على حساب علاقاته مع الدول الصديقة، وفي مقدمتها طبعا بلاد السوفيات. ومع أنّ الكتاب ينتمي فترة حالمة، أو إلى رؤية أخضعتها السنوات القليلة التي تلت صدوره للفشل، بفعل حقيقة انهيار الاتحاد السوفياتي، إلا أنه توثيق أولي غير مكتمل للتفاعل بين دولتين. وقد تكون للحديث عن هذا الكتاب أهمية في الفترة الحالية التي تشهد إحياء للذكرى الخامسة والسبعين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفياتي ولبنان، والزيارة التاريخية التي قام بها الرفيق نيقولاي نوفيكوف إلى دمشق وبيروت. ولعل أبرز ما لفت انتباهي وأنا أعود بعد أعوام طويلة إلى تناول هذا الكتاب تلك الصفحات الأربع والثلاثين المخصصة للتفاعل الثقافي بين البلدين، وقد تناول فيها حركة الترجمة مستعرضًا بعض الأعمال التي ترجمت سواء بشكل كامل أو عبر مختارات لأدباء وكتاب ومفكرين لبنانيين، كما ألقى الضوء فيه على اللبنانيين الذين تخرجوا من مؤسسات التعليم العالي السوفياتية وإنشائهم “جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي في لبنان” في شباط/ فبراير 1970، وعلى تبادل الوفود بين البلدين وبعض النشاطات الثقافية البارزة.
