وصف الكتاب:
أخذ أحد ضباط قوات الأمن يمسك بأذن مكبّر الصوت المحمول يخاطب المتجمهرين المكبّرين ويحذرهم من التقدم، ويدعوهم أن يدخلوا مساكنهم قبل أن يداهمهم الموت وهم لا يشعرون.. أحد الشبان المراهقين يفلت من الكتلة البشرية ويسعى نحو سيارة شرطة عابرة، ويرميها بجسم حارق.. يسقط المراهق المغرر به إثر طلقات نارية.. وتململت الحشود بسقوط المراهق وتحركت صاخبة هائجة أكثر.. وينهال عليها وابل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص الذي لا يدرى إن كان مطاطيا أو حياً.. هرج ومرج.. الكل يركض في كل اتجاه متاح، وهم يحاولون تكميم أفواههم ومناخرهم اتقاء غازات القنابل المسيلة للدموع .. ساد دخان القنابل كل شيء كالضباب العتيم .. طلقات رصاص مجهولة الهوية هنا وهناك لا تتوقف إلا لتنطلق.. انفجارات.. صراخ.. دماء ودموع.. نار ودخان.. نحيب هنا وزغاريد هناك.. اختلط الحابل بالنابل.. طائرة عسكرية حوامة تحوم حول المكان، على علو منخفض جداً حتى لتكاد تلامس سطوح البنايات، هزيمها الرعدي يغطي على كل صوت حين مرت فوق رؤوسنا...