وصف الكتاب:
هذه الرواية تُعتبر سيرة ذاتية لناظم حكمت نظمها كشاعر محترف مازجاً الواقع بالخيال. "أحمد أوغوز" هو أحد الأسماء المستعارة التي استخدمها الشاعر التركي الشيوعي للدخول لتركيا حيث كان ملاحقاً، وهو اسم بطل الرواية هنا. تكاد حياة أحمد تكون مطابقة لحياة ناظم الذي اختار لبطله موهبة فنية مختلفة عنه وهي الرسم بدلاً من الشعر. في البداية احتجت وقتاً لأعتاد على التنقل المستمر بين ضمير الغائب وضمير المتحدث، وبين التوقيت الزمني في العشرينات والثلاثينات، وبين تركيا وروسيا، لكن ما إن تجاوزت الثلث الأول من الرواية حتى استطعت التنقل بسهولة مع الكاتب في ذاكرته الخصبة بتفاصيل الرفاق والأماكن والمشاعر والروائح، وبدأت أستشف الشعر والعذوبة في النص. وجدتني أتساءل في النهاية "إلى أين يتجه هذا المركب ذو المائة سارية؟" أين كان يتجه أحمد/ناظم في تلك الفترة الصعبة من حياته؟ ماذا شعر أخيراً عندما وجد المبادئ التي نادى بها شاباً وقد تحققت في واقع بعيد كل البعد عنها في عهد ستالين الذي عاصره لاحقاً؟! وهو الذي قال: "إذا لم أحترق أنا وتحترق أنت ونحترق نحن فمن ذا الذي ينير هذه الظلمات؟"