وصف الكتاب:
تعتبر القصة أهم الأشكال الأدبية الحديثة، وقد استأثرت من جهود الأدباء العرب في أقطارهم كافة، بالحظ الأوفر، وانتشر هذا الشكل من الأدب في العراق، مع إشراق فجر النهضة الحديثة فيه، وترسخ كيانه بحيث استطاع أن يقاسم الشعر دولته، وأن يأخذ من اهتمام الأدباء العراقيين، وعناياتهم ما هو جدير به، فكتبت فيه من المحاولات العديدة، ما يجعلنا نقول: أن الأدب العراقي الحديث إنما هو في حقيقته، شعر وقصة، لا شعر ونثر؛ إذ أن الأنواع الأدبية الأخرى، والنثرية منها بصورة خاصة، لا يلمس الباحث وجوداً يسترعي الاهتمام، بحيث تشاطر هذين اللونين من الأدب، أهميتها في الأدب العراقي الحديث. وإذا كان القول أن الأدب الحديث في العراق إنما هو شعر وقصة، فإن أبرز ما يلفت نظر الباحث في الأدب العراقي الحديث، إن هذين الفنين لم ينالا قدراً واحداً من اهتمام الباحثين. لهذا اختار المؤلف هذا الموضوع ميداناً لدراسته وخصه في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية باعتبارها نهاية لفترة من الفترات الأدبية، ذات صفات وخصائص متشابهة، بحكم ما استجد من ظروف اجتماعية وسياسية نقلت الأدب العراقي الحديث بعد هذا التاريخ، إلى مرحلة أخرى، ذات صفات وخصائص جديدة.