وصف الكتاب:
النيل والفرات:تعتبر أيام العرب في الجاهلية مصدراً خصيباً من مصادر التاريخ، وينبوعاً صافياً من ينابيع الأدب، ونوعاً طريفاً من أنواع القصص، بما اشتملت عليه من الوقائع والأحداث. إن أيام العرب يراد بها تلك الحروب والمناوشات التي وقعت بين القبائل بعضها مع بعض، أو بين ملوك اليمن والقبائل، أو بين الفرس والعرب، أو بين الملوك العرب والقبائل، فيطلق عليها (الأيام) وأيام العرب.وهذه الأيام ليست حروباً بالمعنى المفهوم من الحرب، فإن منها ما هو مجرد مناوشات أو مهاترات و غزوات لم يسقط فيها إلا بضعة أشخاص، ومنها أيام وقعت في عدة سنين كانت تُثار فيها الحرب حينما تتجدد المناوشات وتنتهي بتسوية يتفق فيها على دفع ديات القتلى وإنهاء المشكلات، وأكثر أسبابها عسف حكام القبائل القوية بالقبائل الضعيفة أو بسبب ماء ومرعى أو أخذ بثأر أو التخلص من حكم القبائل على القبيلة بظهور شخصية قوية. وكانت عادة القبائل أن يُعنون اليوم باسم الموضع الذي حدثت فيه المعركة أو بالشيء البارز في تلك الحرب أو باسم القبائل التي اشتركت فيه. وقد عدّت هذه الأيام مصدراً مهماً من مصادر التاريخ والأدب، بما اشتملت عليه من الوقائع والأحداث وبما رُوي في أثنائها من نثر وشعر أو مأثور من الحكم وروائع الكلام، يضاف إلى ذلك أنها مرآة صافية لأحوال العرب وعاداتهم وأسلوب حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأيام تكشف الصلات القائمة بين العرب أنفسهم وغيرهم من الأمم، وما يقع بين العرب بعد الإسلام من حروب شجرت بين القبائل ووقائع بين البطون والعشائر.