وصف الكتاب:
إن الأعياد إسلامية كانت او غير إسلامية لها دور كبير في تقوية النفوس البشرية وتغذية القلوب بالأفراح والمباهج، ولها جانب إنساني عام، وجانب إيماني خاص، فكل إنسان يفرح في يوم أو وقت يعتقد بكونه عيداً، ويكون فرح المؤمن أكثر إذا كان فيه جانب عبادي ومطلوب عند ربه الكريم. فالأعياد الإسلامية بما هي توجب البهجة وتولَد في قلوب المؤمنين.وبالإضافة غلى الجانب النفسي والروحي فإن للأعياد الدينية جانباً عبادياً يقرَب إلى الله عز وجل. فالعيد المؤمن يتخذ يوماً أو ليلة أو حيناً من الأحيان أو وقتاً من الأوقات عيداً، يختلي مع نفسه لذكر ربه ويشتغل بطاعته ويقصد بذلك رضا الله تعالى والتقرَب إليه، فالعيد الحقيقي لمن آمن بالله وصدَق برسله في أقواله وافعاله ويتحقق ذلك فيما إذا أدَى عليه ما كان واجباً أداؤه، وإجتنب عما كان محرماً عليه، وأما الأعياد التي إعتبرها الشارع الحكيم فهي وإن كانت كثيرة لإنتسابها بواقعة معيَنة ولكن منها ما تختص بأعمال مخصوصة فقط، ومنها ما تكون مناسبتها هامة كعيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة وكثيرها في الأعياد الإسلامية.وأما الأحكام الخاصة بعيدي الفطر والأضحى فلهما أعمال خاصة، وقد ثبت بالأدلة القطعية صدورها من الله تبارك وتعالى كالصلاة وذبح الأضحية والزكاة، وقد بذل المؤلف جهده الميمون في تبيين ما يتعلق بالعيد من الأعمال الواجبة والمستحبَة وسائر الجهات التي ترتبط به من وجه، وذلك بأسلوب جديد وترتيب مفيد.