وصف الكتاب:
لا شك أن الإنسان يختلف عن الكائنات الأخرى في كونه أرقى منها بكثير ويملك ما لا تملك من القدرة على التفكير والإرادة والتحكم في شؤون حياته ، وبناء على ذلك فإنه يقدّر (أو يقيّم) الأمور ويضعها في نصابها وفي مكانها الصحيح ، ويملك من القوانين والقواعد ما لا يملكه أي كائن آخر ، رغم أن لكل جنس أو فصيل من الكائنات الحية طقوسه وعاداته المتناسبة مع طبيعته . ومن أهم ما يميز الإنسان امتلاكه الإرادة الواعية وقدرته الكاملة على التخيل والتفكير ورسم الخطط وتحديد الأهداف أو الغايات ، وتحديد الوسيلة أو الوسائل الموصلة إليها . فالغاية هي الهدف ، والوسيلة هي الطريقة الموصلة إلى الهدف ، ومعنى ذلك أن الإنسان يحدد هدفاً معيناً ثم يحاول الوصول إليه بوسيلة واحدة أو بمجموعة من الوسائل تؤدي إلى تحقيق الغاية المنشودة . وتكون الوسيلة واضحة في ذهن الإنسان كوضوح الغاية التي يسعى إلى تحقيقها ، والتي تكون محددة ومستقرة لا ينتقل منها عابراً ، بل ربما أقام فيها بانياً أو منشئاً أو فاعلاً لأي شيء يريده هو ، أو يرى أن من واجبه فعله ، ويعتقد أن فيه سعادته أو سعادة غيره من البشر .