وصف الكتاب:
غريب عنوانها على من لا يطالع التراث، وغريب أكثر على من لا يقرأ ابن الأثير والجاحظ. والأغرب أنها-كقصص-لا تشبه السياق. لا هي واقعية يحبسها المنهج، ولا هي خيالية تطلقها الفنتازيا إلى أماد رحبة. جاسم المطير يمازج بين السياسي والمعرفي، بين الواقعي والمتخيل، يضمن النص أفكاره ويشحنها بالهدف، دون أن يثقلها بالهم السياسى، أو المباشرة أو التقديرية. أنه يصوغ تداعياته بمهارة. شاركت في صوغ قصة الزبزب عناصر كثيرة. إلى جانب هذا الرعب المعتم الذي يرين على أجواء بغداد المنكفئة على نفسها لا يطل منها شيء على العالم أنها مطوية على هذا الرعب الذي لا صورة له، لأن حياتها إنما تتحرك وتنبض في ليلها العبوس، وهي تنزع إلى الخلاص من رعب الزبزب وغاشية كابوسه الذي يجثم على بغداد التي أمحت في عيونها صورة العالم كله، ولم يبقى شيء سوى هذا الجثام الهائل : الزبزب.