وصف الكتاب:
وهو من أعظم شروح كتاب «المنهاج» للإمام الرباني محيي الدين النووي.وكتاب «المنهاج» غني عن التعريف، فهو من أُمَّات متون فقه الشافعية، ويكفي أن نذكر أن شروحه نافت على مئة شرح ما بين مخطوط ومطبوع ومفقود.إن من يطالع مؤلفات الإمام الدميري.. تتراءى له عبقرية هذا الإمام من خلال مباحثه، ويأخذه العجب من تحريراته الفائقة، التي تنمُّ عن فهم ثاقب، وفكر نيِّر، وحصافة فقيه. فقد فاق هذا الإمام معاصريه، وزاحم الأقدمين على موائد العلم وميادين الإبداع، فلم تتقاصر مرتبته عن مكانة كبارهم، بل سما سُمُوَّهم،وأضاف من غزير معارفه ما يرأب صدع تأخر زمانه، ولسان حاله يقول: «كم ترك الأوّل للآخر».وأعجب من هذا وذاك: أنه ما تكلم في فن من الفنون.. إلّا وتخاله متخصصاً فيه، بل يظن من لا خبرة له بحقيقة الإمام الدميري أنه لا يحسن غير هذا الفن، فهو بحق علَّامة نحرير جامع، وبحر طمطم لا ساحل له، ويمكن القول بأنه لم يرَ في عصره مثل نفسه رحمه الله ورضي عنه.