وصف الكتاب:
عصر صدر الإسلام هو عصر بعثة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ودعوته وعصر الخلفاء الرّاشدين الأربعة، وقد اندفع فيه الشّعراء المسلمون يذودون عن دينهم الجديد بألسنتهم، كما يذود الصّحابة عن دينهم بأسلحتهم، ويمدحون النّبيّ وأصحابه والدّين الجديد، ويهجون مشركي قريش وأيّامهم، ومن بين هؤلاء الشعراء: حسّان بن ثابت، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير، وعبد الله بن رواحة، والحطيئة. وقد وقع الخلاف بين النّقاد والأدباء حول طبيعة الشعر في صدر الإسلام، وقد انقسموا إلى رأيين، فأمّا أصحاب الرّأي الأوّل يرى بأنّ الشّعر ضعف وتراجع، ومنهم "ابن سلّام" صاحب كتاب "طبقات فحول الشّعراء" الذي ذكر فيه: بأنّ العرب بُهروا بالقرآن الكريم، وبإعجازه اللّغويّ البيانيّ، كما أنّهم انشغلوا بالجهاد والغَزْو مع الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- ممّا قلّل اهتمامهم بالشّعر وصرفهم عنه، ومن الأسباب الأخرى أيضًا: ارتباك الشّعراء بطبيعة الحياة الجديدة، وعدم تعوّدهم عليها، وبمعنى آخر عدم قدرتهم على تغيير عقيدتهم الشّعريّة التي تعوّدوا عليها.