وصف الكتاب:
هذه الدراسة من ضمن الجهد الاستشراقي العام لفهم وتحليل مظاهر الحضارة العربية والإسلامية -من حيث إنها مكتوبة أصلاً بالإنجليزية وتقوم على أسس ومبادئ منهجية غربية- فإن "شرقية" مؤلفها وروحيته الحضارية تجعلها وتجعله أقرب إلى الإسلام وأقدر على فهمه من الداخل، مما يمنحها قيمة علمية مضافة تستحقها. الوجه الثاني يتمثل في منهج هذه الدراسة وهو علم الدلالة الذي يعد واحداً من أهم مجالات علم اللغة الحديث وأكثرها خصوبة وتعقيداً. إن ميزة هذه الدراسة أنها تجعلنا نكتشف القرآن وكأننا نراه للمرة الأولى، وتعلمنا قراءً ومسلمين أن ننفصل قليلاً عنه لنراه ونعرفه من جديد معرفة علمية بالمعنى الدقيق لهذا الوصف. وهذا ممكن دائماً، ما عودنا أنفسنا على تغيير زوايا نظرنا إلى القرآن، وتنويعها واعتماد مناهج علمية متنوعة. والقرآن نفسه يتيح لنا ذلك، من حيث إنه نص لا يمكن استنفاد ماهيته، نص يمتاز بتعدد مستويات المعنى وتشابك علاقاته، ولا يكف عن التدلال مطلقاً لأن قراءتنا له لن تتوقف.