وصف الكتاب:
إن هذا الكتاب ليس كتاب فلسفة أو كتاب معجزة أو كتاب أفكاره تبحث عن موضوع يختص بالسياسة أو الاقتصاد أو اجتماع أو التربية أو العسكرية، وإنما هو كتاب فوق هذا جميعاً. فهو نهج لأنه دستور للحياة، وهو حضارة لأن له امتداد عبر الزمن، وعبر البشر ليس لبناء هذا الصرح الإنساني فقط، وإنما لبقائه خالداً بعمله وفق برامج السماء. فهو كتاب جاء ليصنع للإنسان برنامجاً عملياً لكل جانب من جوانب حياته، ويرسم له تصوراً خاصاً وشاملاً لغرض بقاء النوع الإنساني من أجل بناء المجتمع الإسلامي القويم، ووضع اللبنات الرصينة لقيام الحضارة ذات المجتمعات المتكاملة المنطلقة من خلال الرؤية القرآنية الواضحة، فكان شعاره في ذلك "ولتكن منكم أمة" تتجاوز كل العقبات عن طريق اتخاذ القرآن لهذه الأمة، فتكون انطلاقتها من نقطة مركزية ومحددة ذات أهداف مرسومة ومنهجية واضحة، تتلقى التوجيه من الله عبر كتابه المجيد وعلى ضوء قاعدة التوحيد. إذا القرآن نهج وحضارة، نهج لأنه يريد بناء الإنسان القادر على إدارة الحياة وفق ما يمليه عليه. وحضارة لأنها تتشكل من ذلك الإنسان وتلك القيم فهي ليست حضارة المادة أو حضارة الشيء. وهذا الكتاب الذي بين يدينا يتحدث عن أمرين: أولاً: عن القرآن المنهج المتمثل في البرامج والرؤى والبصائر التي يتخذها الإنسان نهجاً وطريقاً في الحياة. ثانياً: عن التطبيق العملي لهذا القرآن المنهج لبناء صرح الحضارة.